ليس بالأمر السهل كتابة مقالة علمية بالطريقة المنظمة ، بل يحتاج إلى العديد من المهارات التي يستطيع أي شخص مُتعلّم اكتسابها، كما أن لها أساليب خاصة بكتابة المقالة، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية.
يعرف المقال العلمي بأنه طريق تقديم الحقائق العلمية من خلال منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة، ويمتاز المقال العلمي بصدق الحقائق فيه، واعتماده على الأرقام والإحصاءات، واستخدامه للغة علمية واضحة.
خطوات كتابة المقالة العلمية هناك خطوات من المهم أخذها بعين الاعتبار عند الشروع بالكتابة، أهمّها:
1-:اقرأ في كافة جوانب الموضوع : على الكاتب أن يعيش جو المجادلة الحسنة وأن يضع نفسه مكان القارئ ويبحث عن ما ينزعج منه القارئ ويبتعد عنه ويفعل كل ما يحقق الإفادة للجميع، حتى يستطيع صياغة مقالة علمية تحقق النجاح المطلوب، لكي يجعل المقالة قوية فتَجذب القارئ، ويكون الكاتب على اطلاع على مدى تأثير المقال على عقليات القارئ؛ فالمقال هي لغة التخاطب ما بين الكاتب والقارئ، يسعي من خلال مقالته أحياناً لإيصال فكرة وتعميمها، وأحيانا أخرى ينتقد الوضع القائم، وأحيانا يحاول التأثير على أفكار القارئ وأرائه من خلال إظهار الحقيقة التي يملكها، والتي تُهمّ القارئ.
2- كن قريباً من قُرّائك: الكاتب الناجح هو من يخاطب الناس على قدر عقولهم، ولا يتعالي عليهم بأفكاره، ولا يستخدم مهارته اللغوية من خلال اختيار كلامات صعبة الفهم وتحمل أكثر من معنى. كي يكون المقال جيّداً يجب على الكاتب إجادة اللغة المستخدَمة للمخاطبة القارئ، معرفة اللغة التي يفهمها القارئ تُسهّل على الكاتب تحديد الموضوع، والأفكار، واختيار وسائل الإقناع التي سوف يستخدمها في عرض المعلومات.
3-حدد أسلوب الكتابة: من الخطوات المهمة في كتابة المقال هو معرفة الفئة المستهدفة لتتم معرفة الأسلوب المستخدم، فلا يصح مخاطبة الشباب بلغة الأطفال، ولا يصح أيضاً مخاطبة كبار السن بلغة الشباب، كما لا يصح أن تخاطب المهتمين بمجال الفن بلغة السياسة، لذلك يجب القيام بتصنيف القُرّاء حسب اهتماماتهم وعقولهم.
4- تعلم البنية الصحيحة لكتابة المقال: المقال الصحيح هو ذلك المقال الذي يتكوّن مما يأتي:
- يحتوي على مقدمة جامعة شاملة لموضوع المقالة، أي تكون المقدمة تلخيصاً مختصراً عن المقالة، أو تكون مقالة مُصغّرة عن المقالة الكبيرة يستطيع القارئ أن يفهم فحوى الموضوع الذي يثيره الكاتب في المقالة دون أن يلجأ لإكمال قراءتها، كما يجب على المقدمة ألا تخلو من الكلمات التحفيزيّة التي تُرغّب القارئ في إكمالها.
- محتوى المقالة يجب أن يكون جديداً وذا أهمية خاصة، أي يجب أن يلامس الموضوع هموم القارئ، ويعالج القضايا العلمية العامة في المجتمع، والتي يحتاج القارئ إلى من يقوم بتزويده بالمعلومات التي تساعدهم على فهم الأحداث العلمية التي تحيط به، كما يجب أن يتضمّن الموضوع معلومات وحقائق هامّة، وإحصائيات دقيقة تساعد القارئ في الوصول إلي الحقيقة واستنباطها بطريقة مريحة دون التصادم بالمنطق.
- خاتمة المقال لها صيغتها الخاصة حيث تحتوي علي ما توصل إليه الكاتب من حلول للمشكلة التي طرحها، أو على الخطوات العلمية لمواجهة القضية المطروحة للنقاش
5- عزز مقالتك ببعض البيانات الإحصائية: إن كانت مقالتك تتحدث عن موضوع علمي، فيمكنك البحث عن أخر الإحصاءات والأبحاث العلمية التي تمت في هذا الموضوع، ووضع جزء منها في مقالتك كاستشهاد ودليل على صحة كلامك مع ذكر المصدر طبعاً، حتى لا تضع نفسك تحت طائلة القانون.
6- حدّد الأفكار الرئيسة: يجب أن يكون لدى الكاتب نقاطاً أساسية ليتحدث عنها حتى يتمكن من الإلمام بكافة الجوانب التي يريدها دون أي تكرار، كما أن تحديد الأفكار الرئيسة ستسمح للقارئ بمعرفة المجمل العام للمقال قبل قراءته. كذلك يجب تحديد حجم المقالة وعدد صفحاتها، وحجم كل قسم فيها حتى لا يطول الحديث عن أحد الأقسام على حساب أخر.
7- نسخة أوليّة للمقال: تساعد النسخة الأولية في كتابة كل ما يأتي في ذهن الكاتب من أفكار، ومعلومات خاصة بالموضوع دون توقف، لكن مع مراعاة الشكل العام للمقال، والأسلوب الذي يتّبعه في الكاتبة.
8- النسخة النهائية للمقال: يمكن حذف وإضافة وتعديل ما يحتاجه الكاتب في النسخة الأولية حتى يصل إلى النسخة التي ترضيه وتُشعره بالفخر، ويتمكّن أيضاً من التأكد من خلوّ المقال من أيّة أخطاء لغوية أو نحوية حتى لا يبدو ككاتب مبتدئ لا يعرف أصول اللغة. كما يمكن الانتظار يوماً أو يومين قبل البدء في مراجعة ما النسخة الأولية ووضع اللمسات النهائية عليها، وبهذه الطريقة يستطيع العقل قراءتها بتمعّن والحكم عليها بموضوعيه، والتأكّد من تسلسل الأحداث وترابط الأفكار مع بعضها، فالكاتب الجيد هو من يتمكن من نقل القارئ بين الأحداث والفقرات بسلاسة، دون أن يتوقّف ليحاول فهم علاقة هذا الجزء بما قبله.
9- الصور ومقاطع الفيديو لمحتوى أقوى: كي ينجذب القُرّاء أكثر إلى المقال، يمكن للكاتب إضافة بعض الصور التي تُعبّر عن محتواه وتعززه وتخدم الأفكار فيه، أو الاستعانة ببعض مقاطع الفيديو التي تُوضّح وتدعم وجهة نظرك. يجب الحرص على أن تكون هذه الفيديوهات أصلية أو لا تخضع لأي حقوق نشر حتى لا يضع الكاتب نفسه أمام المسائلة القانونية. أخيراً، بعد نشر المقال، قد يتلقّى الكاتب بعض الانتقادات أو التعليقات الساخرة، يجب ألا يسبّي هذا الأمر الإحباط أو يؤثر على الحماس طالما أن الانتقادات لا تستند لأساليب النقد موضوعي، فهناك فرق كبير بين النقد لمجرد النقد، والنقد البناء، إذا أوضح الشخص الذي انتقد وجهة نظره وسبب نقده وتناقش بموضوعيه، حينها يمكن الاستماع له والاستفادة من ملاحظاته، أما إن كان مجرد شخص حاقد لا همّ له سوى إحباط الآخرين فإن ما يقوله لن يخدم الكاتب فيما يقدّمه من معلومات.
10- اهتمّ باللغة: لكي تكون المقالة صحيحة وعلمية يجب أن تكون خالية من تكرار الجمل والكلمات، فهذا يفسد المقال، ويُبطل فحواه،كما يجب أن يتمّ تناول الموضوع من زوايا مختلفة تختلف عن الدراسات السابقة حتى يتم جذب القارئ. ولكي تكون المقالة صحيحة يجب مراعاة علامات الترقيم، والقواعد النحوية، والأخطاء اللغوية، والابتعاد عنها.
خصائص المقالة العلمية تمتاز المقالة العلمية عن غيرها من المقالات الأخرى بخصائص محددة، منها ما يأتي:
1- المقال العلمي مقال غير شخصي، فلا تظهر فيه الملامح الشخصية للكاتب، ولا الآراء الفردية، أو النزعات التعصبيّة من حب وكراهية.
2- يخلو من المحسنات البديعية، والصنعة اللفظية، والكلمات الأدبية غير المفهومة، لأن المادة العلمية هي المهمة وليست اللغة، وبنفس الوقت، لابد أن تخلو اللغة من الأخطاء اللغوية والاستخدامات اللفظية الخاطئة.
3- الابتعاد عن الحشو، والكلام الزائد المُكرّر دون فائدة، فكل المادة اللغوية في المقال هدفها خدمة افكار المقالة الرئيسية.
للاستفسار أو المساعدة الأكاديمية اطلب الخدمة الآن