هل تم رفض بحثك العلمي بعد أن قدمته لاحدى المجلات العلمية المحكمة؟ هل راودك سبب رفض البحث العلمي الذي تعبت في إعداده، هل تملك المعلومات حول كيفية تحكيم الأبحاث العلمية؟ إن كنت ترغب في معرفة الإجابة عن هذه الأسئلة، فإنك ستجدها في سطور المقال التالي…
يعرف التحكيم العلمي بأنه العملية التي يتم من خلالها عمل الباحث للفحص من قبل لجنة في نفس مجال التخصص الذي كتب الباحث، وقد تتألف هذه اللجنة من خبير واحد أو عدة خبراء، يطلعون على البحث، ويحددون إن كان البحث مناسبا للنشر أم غير مناسب.
كما تم تعريف التحكيم العلمي بأنه المنهج العلمي في تقويم البحوث المقدمة قبل أن يتم نشرها، وذلك من أجل اكتشاف مكامن القوة والضعف الموجودة فيها، وتحديد مدى إمكانية وصلاحية هذه البحوث للنشر.
ونظرا لأهمية التحكيم العلمي سوف نتعرف في رحاب هذا المقال على كيفية تحكيم البحث العلمي.
تختلف طريقة تحكيم البحث العلمي باختلاف نوع البحث ففي حال كان البحث العلمي بحثا عاديا فيتم تحكيمه من خلال الاطلاع على عنوان البحث العلمي، وهل كان هذا العنوان مناسبا للبحث ومستوفيا لشروط العنوان الجيد، ومن ثم يتم الانتقال إلى داخل البحث العلمي، وهل وجد فيه تعريف للبحث العلمي وموضوعه، وهل تحدث الباحث عن أهمية البحث العلمي الذي قام به، وهل وضع أسباب اختياره لهذا البحث، وهل تحدث عن منهج البحث العلمي وكيفية اختياره له ولعينة الدراسة، وهل كان الباحث ناجحا في اختياراته، وهل كان البحث العلمي خالي من الأخطاء اللغوية والإملائية، وهل كان الأسلوب جيدا، وهل استوفى الباحث كافة شروط المجلة.
أما في حال كان البحث العلمي عبارة عن رسالة علمية كرسالة ماجستير فيتم تحكيمها من خلال النظر إلى عنوان رسالة الماجستير، ومقدمة رسالة الماجستير، والجوانب التي تتعلق برسالة الماجستير، بالإضافة إلى ضوابط الكتابة السليمة، ونسبة التزام الباحث بعلامات الترقيم، بالإضافة إلى تطبيق المنهج العلمي في النقل والاقتباس، وهل التزم الباحث في رسالة الماجستير بشكل الرسالة، من حيث التنظيم والعرض المنطقي، وهل كان انتقاله بين الفقرات انتقالا سلسا ومنطقيا أم لا، وهل قام بتوثيق الرسالة بشكل صحيح أم لم يقم بذلك.
أما في حال قام كان البحث الذي البحث الذي سينشر هو مخطوط علمي فيتم تحقيقه من خلال تحيكم قيمة النص المحقق العلمية، وهل قام هذا النص بتقديم إ ضافات للبحث العلمي أم لم يقم بذلك، وما هو منهج التحقيق الذي سار عليه الباحث، وهل كان موفقا في اختياره لهذا المنهج.
للتحكيم العلمي فوائد عديدة وتكمن فوائده فيما يلي:
من خلال التحكيم العلمي يتم تقييم ونقد مختلف جوانب البحث العلمي المقدم، وذلك من أجل إظهار مواطن الضعف والقوة فيه.
من خلال التحكيم العلمي يتم معرفة مدى التزام الباحث بخطوات البحث العلمي، ومعرفة الفائدة التي قدمها هذا البحث للعلم.
تساهم الملاحظات التي تقدمها لجنة التحكيم في رفع جودة البحث العلمي، كما أنها تتلافى العيوب الموجودة فيه.
يساهم التحكيم العلمي في تطوير الإنتاج العلمي، وذلك لأن الباحث يحرص في أن يقدم عملا جيدا لأنه يعرف أن هناك لجنة سوف تدقق وراءه.
يهدف التحكيم العلمي لتحقيق مجموعة من الأهداف ومن أبرز هذه الأهداف:
وضع مجموعة من الضوابط والمعايير للمؤلفين في العلم بوجه عام.
يعمل التحكيم العلمي على تحسني جودة القرارات ومصداقيتها بشأن القبول والنشر.
ومن خلال التحكيم العلمي يتم إيقاف البحوث العلمية المنخفضة الكفاءة قبل أن يتم نشرها، وبالتالي يتخلص العلم من البحوث الرديئة.
من خلال التحكيم العلمي يتم تقييم البحوث العلمية بشكل حيادي دون أن يكون هناك أي انحياز لأي طرف.
يساهم التحكيم العلمي في تطوير مستوى الرسائل الجامعية، لتكون هذه الرسائل رسائل عالمية.
للتحكيم العلمي مجموعة من الضوابط ومن أهم هذه الضوابط:
على المحكم أن يقوم بإبداء رأيه بنزاهة ودون أي تحيز لطرف من الأطراف.
يتم تحكيم البحث العلمي بسرية مطلقة وذلك لمنع التلاعب في الأبحاث العلمية وسرقتها.
يجب أن يقوم المحكم بتقديم ملاحظاته وآرائه وانتقاداته وتوجيهاته، بالإضافة إلى نتائج الاختبارات الإضافية في حال وجودها للمجلة العلمية المحكمة.
يجب أن يقوم المحكم بالإشارة الفقرات التي قام بانتحالها، كما يجب عليه أن يقوم بإرفاق المرجع الأصلي معها.
يجب أن يكون المحكم قادرا على التمييز ما بين الانتحال العلمي، وما بين الخطأ الذي يحدث نتيجة قلة خبرة الباحث أو عن يقع عن دون قصد.
ما هي أخلاقيات التحكيم العلمي؟
يجب أن يتحلى المحكم بالإخلاص والصدق، والأمانة والنزاهة في العمل، كما يجب أن يكون موضوعيا ويضع العلاقات الشخصية على جانب، ولا يتركها تؤثر عليه.
كما يجب أن يتحلى المحكم بالأناة والصبر، وعدم الاستعجال في التحكيم.
كما يجب أن يكون المحكم قادرا على حفظ أسرار التحكيم.
كما يجب أن يكون المحكم على اطلاع على كافة معايير التحكيم العلمي وضوابطه.
كما يجب أن يتملك المحكم المعلومات الكافية حول موضوع البحث العلمي الذي يقوم بتحكيمه.
كما يجب أن يقوم المحكم بالتحكيم في وقت يجد فيه الراحة التامة.
كما يجب أن يقوم المحكم باحترام الجهد الذي بذله الباحث في البحث العلمي.
ويجب أن يقوم المحكم باستخدام الكلمات اللطيفة والتي لا تجرح الباحث أثناء توجيه المحكم الملاحظات للبحث العلمي.
يجب أن يقوم المحكم بالتأكد من جودة البحث قبل أن يصدر قراره برده أو
عدمه.
توصيات من أجل التحكيم العلمي السليم
يجب أن يتم اختيار المحكمين وفق مجموعة من الضوابط والشروط المنهجية، وذلك نظرا لأن شخصية المحكم لا تقل أهمية عن علمه ومعرفته، لذلك يجب أن يكون مشهورا بالحياد وسعة الاطلاع.
يجب أن يتم الارتقاء بمستوى نظام التحكيم العلمي والعمل على تطويره.
يجب أن يتم تأسيس لجنة علمية من الخبراء في مجال التحكيم العلمي، ومهمة هذه اللجنة وضع المعايير اللازمة للتحكيم العلمي وتطوير هذه المعايير بين فترة وأخرى.
تنظيم حلقات عمل وندوات في مجال التحكيم العلمي، بهدف مناقشة قضايا التحكيم العلمي، ومناقشة الأساليب التي ستقوم برفع هذا التحكيم ودفعه نحو الأمام.
إجراء مجموعة من الدورات التدريبية للمحكمين غير المتمرسين، وذلك من أجل أن يتم تطوير مهاراتهم، وأن يتم إعدادهم من أجل أن يبدؤوا بعملية التحكيم بالشكل المثالي.
يجب على المحكم أن يلتزم بشكل مطلق بضوابط التحكيم.
وهكذا نرى أن تحكيم الأبحاث العلمية يحتاج التزام الضابط بشروط ومعايير البحث العلمي، لذلك يجب أن يكون المحكم مطلع على كل هذه الضوابط والمعايير حتى يقوم بتحكيم البحث العلمي بطريقة صحيحة وسليمة.