مفهوم فرضية البحث العلمي :
هي عبارة عن حل أو تفسير مُؤقّت تتمّ صياغته بشكل علميّ، يُحاول الباحث أن يتحقّق من صحّة هذا التفسير باستخدام المادّة الموجودة لديه، بحيث يضع قراراته وخبراته كحلّ للمُشكلة البحثيّة. تتمّ كتابة الفرضيّات بشكل يجعلها ذات صلة وثيقة بمشكلة البحث، بحيث يجب على الباحث أن يكون على معرفة كاملة بالمُشكلة وخيارات الحلول لها. مثال: للفيس بوك أثر سلبيّ كبير على إقدام طلبة الجامعة في مُطالعة الكتب الدراسيّة المطلوبة منهم.
خصائص فرضية البحث العلمي:
يجب أن تمتلك فرضيّة البحث العلميّ خصائصَ عِدّة لاعتبارها فرضيّة بحث علميّ، ومن أهمّ هذه الخصائص:
1- إمكانية التحققّ من الفرضيّة عن طريق جمع البيانات وتحليلها.
2- ارتباط الفرضيّة بالمُشكلة المُراد حلّها، سواء بشكل سلبيّ أو إيجابيّ.
3- دقّة الفرضيّة وبساطتها.
مصادر صياغة فرضيّة البحث العلميّ:
تتم صياغة فرضيّات البحث العلميّ بناءً على عدّة مصادر، أهمّها:
* التّجارب الشخصيّة: تُسهم الملاحظة وتَجارب الباحث في مجال معين في وضع فرضيّات جديدة مُحدّدة.
* الأبحاث العلميّة السّابقة: تُساعد الأبحاث العلميّة ذات العلاقة بوضع الفرضيّات.
* المنطق: بحيث يتمّ بناء الفرضيّة على أسسٍ مَنطقيّة عقلانيّة، ويتمّ ذلك بصياغتها بشكل يُبرّر إصدارها.
* الحدس والتّخمين: هي عبارة عن ظاهرة طبيعيّة، حيث يُساعد مثل هذا النّوع من الفرضيّات على إدراك العلاقات بين المُتغيّرات المُختلفة.
كيفيّة صياغة الفرضيّات
تتمّ صياغة الفرضيات العلميّة بالعديد من الطُّرق بالاعتماد على نوع الفرضيّة كالآتي:
* الصيغة التَفاضُليّة (المُقارنة): هي الصّيغة التي يتمّ من خلالها المُقارنة بين حالتين، مثل: يزيد التّحصيل الدراسيّ للطّالب الذي يدرس عن التّحصيل الدراسيّ للطّالب الذي لا يدرس.
*الصّيغة التضمينيّة (الشّرطية): مثل: إذا ازداد مُعدّل الدّراسة اليوميّ للطّالب فإنّ حصوله على الدّرجات ستزداد.
*الصّيغة التقريريّة (العبارة التصريحيّة): مثال: تزداد كميّة الإنتاج الزراعيّ لمحصول الموز مع زيادة كميّة السّماد الطبيعيّ عليه. صيغة الدّعوة: بأن يدعو الباحث للمزيد من التقصِّي والبحث حول الفرضيّات، وتُستخدَم هذه الصّيغة بكثرة في البحوث النوعيّة.
الأمور الواجب مُراعاتها عند صياغة الفرضيّة العلميّة عند صياغة الفرضية العلمية يجب مراعاة الأمور الآتية:
* يجب أن تُغطّي الفرضيّة جميع جوانب البحث، بحيث لا يكون اختيارها عشوائيّاً.
* يجب أن تتمّ صياغة الفرضيّة إمّا بالنّفي أو الإثبات، وليس النّفي والإثبات معاً، بحيث تُعطي القدرة على التحقّق منها بشكل تجريبيّ.
* يجب أن تتمّ صياغة الفرضيّة بحيث تكون صغيرةً، ويسهُل فهمها، ويسهُل التعرّف على المُتغيّرات فيها.
* يجب أن تكون التنبّؤات المُتعلّقة بالفرضيّة المُصاغة واضحةً ومُحدّدةً.
مُكوّنات فرضيّة البحث العلميّ
تتكوّن الفرضيّة من ثلاثة عناصر أساسيّة، وهي:
1- المُتغيّرات (بالإنجليزيّة: Variables): هناك نوعان من المُتغيّرات: المُتغيّر المُستقلّ (بالإنجليزيّة: (Independent Variable): هو المُتغيّر الذي تتمّ دراسة سلوكه ونتائجه. المُتغيِّر التابع (بالإنجليزيّة: Dependent Variable): هو المُتغيّر الذي تتمّ دراسته من أجل معرفة علاقة المُتغيّر المُستقلّ فيه.
2- علاقة المُتغيّرات ببعضها: مثال على ذلك: التّحصيل الدراسيّ في الجامعة يتأثّر بشكلٍ كبير بمُتابعة الفيس بوك باستمرار.
3- المُجتمع الإحصائيّ (بالإنجليزيّة: Statistical community): هو العيّنة التي يجب إقامة الدّراسة عليها.
أنواع فرضيّات البحث العلميّ
هناك نوعان رئيسان للفرضيّات، وهما:
1- الفرضيّة البحثيّة (بالإنجليزيّة: Research hypothesis): هي الفرضيّة التي تنشأ عن طريق المُلاحظة، أو من خلال نظريّات تَصِف المُشكلة المُراد دراستها، وتشمل:
-الفرضيّة المُوجّهة (بالإنجليزيّة: Directional Hypothesis): هي الفرضيّة التي تصف العلاقة المُباشرة بين المُتغيّرات، أو تأثُّر مُتغيّر بمُتغيّر آخر، أو للدّلالة على وجود فروقات بين المُتغيّرات، مثال: كلّما زادت مُشاهدة الفرد للتّلفاز قلّ تحصيله الدراسيّ، أو كلّما زادت رقابة الآباء على الأبناء زاد تحصيلهم الدراسيّ.
-الفرضيّة غير المُوجّهة (بالإنجليزيّة:Non Directional Hypothesis): هي الفرضيّة التي تُؤكّد أن هناك علاقةٌ بين المُتغيّرات، بالإضافة إلى وجود فروقات بينها، ولكن دون معرفة اتّجاه هذه العلاقة. مثال: توجد علاقة بين التّحصيل الدراسيّ وانتظام الطّلبة في الدّوام، ففي هذا المثال لم يتمّ معرفة ماهيّة العلاقة بين التّحصيل الدراسيّ وانتظام الطّلبة إن كانت إيجابيّةً أو سلبيّةً
2- الفرضيّة الاحصائيّة (بالإنجليزيّة: Statistical Hypothesis):
تشمل:
-الفرضيّة الصِفريّة (بالإنجليزيّة: Null Hypothesis): ترمز بـ(H0)، سُميّت بهذا الاسم لنفي أي علاقة بين مُتغيّرين أو أكثر إحصائيّاً، بحيث تهتمّ بالعلاقة السلبيّة فيما بين المُتغيّرات، وتكون هذه الفرضيّة مُتعلّقةً بأكثر من مُجتمع إحصائيّ مُعيّن. مثال: لا وجود لعلاقة بين الفيس بوك والتّحصيل الدراسيّ، أو لا وجود لعلاقة دالّة بين الطّول والذّكاء إحصائيّاً، أو لا وجود لعلاقة فيما بين التّحصيل والجنس.
-الفرضيّة البديلة (بالإنجليزيّة: Alternative Hypothesis): ترمز بـ (H1)، سُميّت بهذا الاسم لتكون بديلةً عن النظريّة الصِفريّة، وتُحدّد هذه الفرضيّة العلاقات الإحصائيّة أو الفُروقات بين المُتغيّرات، ومن الأمثلة على هذا النّوع من الفرضيّات: هناك علاقة واضحة بين التّدخين وما ينتج عنه من أمراض القلب.
كيفية اختبار صحة الفرضية يتمّ اختبار صحّة الفرضيّة بشكل إحصائيّ باتّباع الخطوات الآتية:
– تحديد العلاقة التي قد تَنتُج في حال كانت الفرضيّة صحيحةً.
-وضع نموذج للفرضيّة سواء كانت صِفريّة، أو بديلة.
-جمع البيانات التي تَخصّ المُشكلة.
-استخدام الإحصاء الاستدلاليّ بهدف معرفة احتماليّة حدوث الفرضيّة، حيث تتمّ عمليّة القبول والرّفض بناءً على مُقارنة احتمال حدوث الفرضيّة مع الدّلالة الإحصائيّة (P-value) التي تمّ اختيارها.